القدس العربي
انضمت الى شعراء 'روتانا' في حفل خاص
سهام الشعشاع: نزار قباني سيبقى رئيسا لجمهورية الشعر
زهرة مرعي:
بيروت - 'القدس العربي' في حفل خاص أعلنت إدارة روتانا شعر إنضمام الشاعرة السورية المقيمة في لبنان سهام الشعشاع إلى شعرائها الذين فاق عددهم الـ70. ففي وسط بيروت وفي روتانا كافيه كان اللقاء مع الصحافة وحوار بحضور عدد من أهل الفن والأدب، وحضور مدير إدارة روتانا شعر الشاعر تركي المشيكح الذي شارك في الإجابة على بعض الأسئلة. وفي السياق يُذكر أن للشاعرة ديوان مطبوع سنة 2000 بعنوان 'كأني لم أكن يوماً'، إضافة لديوانها الذي هو قيد الإنجاز بعنوان 'إني اختزلتك آدماً'. كذلك يمكن التنويه بأن سهام الشعشاع هي أول من صور كليباً شعرياً بعنوان 'صباح الخير يا أمي'، وكان ذلك في العام 2002 وشاركتها والدتها دور البطولة.
في هذا اللقاء سُئلت سهام الشعشاع كان الإنضمام إلى روتانا شعر سيتيح لها مزيداً من التحليق؟ ورأت أن روتانا شعر 'أخذت على عاتقها ترميم الهوة بين الجيل الصاعد والشعراء. فالشباب منقطعون عن الشعر وعن الكتاب بشكل عام، وربما يكون للديوان الصوتي دوره في محاولة إنقاذ الشعر وإعادة بعض من حضور الشاعر في مجتمعه. هذا الشاعر الذي كان في زمن مضى قائداً لقومه. أنا سعيدة بهذه الخطوة في حياتي'. ونوهت بالشاعر الشاب تركي المشيكح واصفة إياه بـ'أعذب الشعراء وليس عبثاً تمّ إختياره لإدارة روتانا شعر'. فرد المشيكح بأن وجود 'المرأة في روتانا شعر يعطيها رونقاً. ونحن الآن نحتفي بسيدة الشعر الأولى وهي أهم إسم شعري في الوطن العربي، ومن واجبنا الإهتمام بها ومراعاتها والسعي لوصولها إلى المتلقي. وربما يكون عقدنا قد إكتمل بوجودها معنا. وللأمانة هي شاعرة بأسلوبها وتعاطيها مع الأمور، ونحن نهنىء ذاتنا بوجودها معنا'.
والشعشاع لا تخشى من تأثير الديوان الصوتي على بيع الكتاب لأنهما معاً سوف يترافقان في رزمة واحدة. والمهم أن يصل النص. وعندما يحب المتلقي الشعر والشاعر سوف يبحث عنه في مرة أخرى. سهام الشعشاع لن تستغل روتانا ليستفيد شعرها أكثر. 'أؤمن بكيفية صناعة النجوم. إنما الشاعر النجم فقد خصوصيته وحضوره بعد الشاعر نزار قباني. ومن المفيد وجود جهات مختصة تبلور حضور ووجود الشاعر. والشاعر الذي لا يشبه نفسه على صعيد التصرف مع الآخرين لن يترك أثراً فيهم'. وترى فائدة من إنضمامها لروتانا شعر 'فاليوم ستغطي روتانا أمسياتي الشعرية، وتتابع كل نشاطاتي. فقد سبق وتمّ تكريمي في العديد من المحافل كان آخرها التكريم في مدينة القيروان التونسية لكن أحداً لم يعرف بذلك لعدم وجود الإعلام'.
إستفساراً عن إستشهادها الدائم بنزار قباني دون سواه من شعراء زمننا وجدت الشعشاع في' قباني نجماً شاعراً ورئيساً لجمهورية الشعر. في عصره كان عدد كبير من الأسماء الشعرية لا تقل أهمية عن تجربته. المهم في الشعر هو إثبات الحضور. ليس مهماً نوع الثوب الذي نرتديه المهم أن يكون أنيقاً. المهم النص الشعري الأنيق سواء كان أغنية بالعامية أو قصيدة بالفصحى مع تفعيلة أو حرّة'.
ورداً على سؤال آخر عن إبتعادها عن العمل الصحافي وصفت الشعشاع تجربتها في الإعلام المكتوب بأنها 'كانت أقرب للشعر. لم أتمكن من الإبتعاد عن الكلام لذلك عملت بداية في صوت الجبل بإدارة الوزير غازي العريضي، ومن ثم كنت في الإعلام المكتوب. الصحافي الحقيقي يبدأ من المكتوب أفضل من أن يكون ببغاءً في الإعلام المرئي. كانت لي مجلتي 'رومانسية' لست سنوات، وأقفلتها بسبب الأزمة الإقتصادية. لكني لست غائبة عن الصحافة'.
في تفاصيل عقدها مع روتانا شعر أفصحت الشعشاع بأن الديوان الصوتي سيختار قصائد من ديوانها الجديد، والخطوة التالية تكون في دخول الإستديو للتسجيل. وستترافق القصائد مع موسيقى تصويرية 'لي حق إختيارها. وسيترافق ديواني الصوتي مع الكتاب'. ولفتت بأن 'أي موهبة تحتاج لمن يضيء عليها ولمن يدعمها لكي تصل. لكن الإنسان غير الموهوب لن يوصله أي دعم ومن أي كائن. في حين أن صاحب الموهبة يستفيد ويفيد'.
من جهته أوضح المشيكح بأن أشعار سهام الشعشاع ملك لها وليس لروتانا التي يعنيها فقط الديوان الصوتي والكتاب المرافق لها والذي هو من إنتاجها و'لنا حق إمتلاكه وتسويقه دون سوانا'. ومن جهة أخرى أوضح المشيكح أن فكرة برنامج تلفزيوني شعري تتم دراستها وسيتم الكشف عنها في الوقت المناسب'.
وتعليقاً على عنوان ديوانها الأول وجدت الشعشاع 'بأن كل خطوة هي البداية لها وقعها'. ولفتت رداً على سؤال أن الشعر الرقيق موجود في الكثير من الأمكنة والعصور. ونوهت بالموسيقيين الملحنين زياد بطرس ونقولا نخلة سعادة 'لأن ما أكتبه له مكان دافىء في قلبيهما'. وفي جانب أمكاناتها في توظيف ملكتها الشعرية في تحويل فكرة مطرب إلى قصيدة نفت أن تكون مع خطوة مماثلة في السابق.'دائماً أكتب نصي وأعطيه للملحن. عملي يبدأ مع الملحن لأن 80 بالمئة من المغنين في الوسط الفني العربي جهلة وغير مثقفين، ولا يعرفون قيمة الكلمة إلا بعد تلحينها، حتى أن بعضهم يرغب بتجريبها مغناة ومع الجمهور قبل الموافقة عليها ليتأكد إن كانت ستضرب أم لا'. القصيدة المغناة لم تعد موجودة سوى بصوت كاظم الساهر تقول الشعشاع 'لهذا أكتب الأغنية التي يمكن تخفيفها من أعباء النص الشعري لتصير شبيهة بالحياة. فالشعر حاضر في كل المجالات. وليس لشاب أن يحب صبية دون أن يرسل لها قصيدة أو أبياتاً شعرية. فنحن أمة شعر'.
في هذا اللقاء المفتوح على السؤال وصِفت الشعشاع بأنها مهندسة الجرأة وسئلت عن سقف الحرية الممنوح لها من روتانا شعر؟ وكان الرد من تركي المشيكح الذي قال بأن 'حدودها السما'. وهي علقت بالقول بفرق بين 'الجرأة والوقاحة ويمكن إيصال المتلقي إلى حافة الجرأة ومن ثم تركه في حيرة. ففي الشعر كثير من العهر والطهر'. وهي لم تنف تأثير الحب في حياة الشاعر وقالت: لكل مرحلة خصوصيتها وأشخاصها نحن لا نتنفس خارج الحب. أكتب مادتي بغنى أكبر من الذي يحققه الرجل الشاعر بعد أن تم إستهلاك المرأة في الشعر. ملعبي كشاعرة أوسع من ملعب الرجل الشاعر.
نفت الشعشاع وجود مهرجانات شعرية في الوطن العربي مشيرة 'هي مهرجانات فنية يحل الشعر ضيفاً على هامشها ليقولوا بأنه لا يزال موجوداً. لم يعد للشعر خصوصيته ومهرجاناته'.
يُذكر أن لسهام الشعشاع أغنيات شدا بها كل من المغنين منهم أصالة، إليسا، رويدا عطية،إبراهيم الحكمي، صابر الرباعي، هند البحرينية، لطيفة التونسية، نقولا نخلة سعادة وآخرين.
المصدر