كاظم الساهر.. المربّي
حسين سرمك حسن
في إحدى العواصم العربية.. كنا مجموعة من "الصايعين " ندور في مدينة الملاهي لساعة الثانية عشرة ليلا.. رجعنا أطفالا وصعدنا دولاب الهواء والبساط السحري وصحنا وزعقنا كأننا نريد من أبينا العراق أن يعثر علينا.. شاهدنا طفلة لا يزيد عمرها على العشر سنوات.. جميلة جدا جدا.. والغريب أنها تصعد معنا وحدها في كل آلة..وتحاورنا بجرأة قاسية لا تناسب عمرها..
سألناها أين أبوك وأمك ؟ أجابتنا بلسان باشط: إيه أبويه وأمي.. أنا عندي استقلاليتي ؟ عمرها عشر سنوات والله العظيم وجميلة جدا.. وستتصل بأبيها بعد أن تتعب لكي يأتي ويوصلها إلى البيت كأي سائق تكسي..
صدقوني نحن نعيش كارثة حقيقية اسمها الاستقلالية على الطريقة الأمريكية.. المغلوب يقتدي بالغالب حسب قانون ابن خلدون..
وقبل أيام عرضت قناة أبو ظبي الأولى حلقة
من برنامج أطفال يقلد فيه الأطفال الفنانين الكبار.. وكانت الحلقة مخصصة للمبدع الكبير "كاظم الساهر"..
أي أم يسألونها ما هي أهم صفة لدى طفلتك أو طفلك تجيب : استقلاليتو..!! هكذا مثل الببغاوات الغبية السخيفة..
أوقفهم كاظم عند حدهم بالقول (إن الطفل لا استقلالية له بل هو يتدرب على يدي والديه.. ويتعلم.. إذا ابني عمره سبع سنوات وتوّه يسيطر على بوله وهو مستقل إذن ماذا
أفعل أنا).
مقدم البرنامج حاول تلطيف الجو وقال توجد استقلالية.. كاظم الدبلوماسي الرهيب أصر على رأيه لكن بصورة غير مباشرة.. مثلا طفلة طلبت تصوير فيديو كليب معه فقال إذا وافق أبوك وأمك.. طلب أن لا يسهر الأطفال مع آبائهم في الحفلات لأن ذلك يؤثر على نمو الطفل وصحته.. ولا يسهر الأطفال مع الآباء على المسلسلات.. وأن يلعبوا الرياضة ولا يكتفوا بالنوم.. وشكر
والدته لأنها علمته كل شيء.. وشكر الجيران في مدينة الحرية لأنهم كانوا يهددونه حين يخطيء بأنهم سيبلغون أباه الذي سوف يعاقبه.. وكل هذا لكي يصر على رأيه في كذبة استقلالية الطفل ولكن بشكل مهذب وحكيم..
بالمناسبة أقول كطبيب مختص
بالأمراض النفسية إن كلام كاظم ينطبق تماما على قوانين علم النفس (لكن ليست الأمريكية الذرائعية التي تنشرمواقع ألكترونية عن العلاقات المحرمة بين الأطفال وآبائهم بالصور والأفلام تحت ذريعة الحرية الشخصية.. والاستقلالية..) .. الطفل ندربه على الاستقلالية حتى سن الثامنة عشرة لكنه ليس مستقلا..
إحذروا هذه الكذبة وتحية لكاظم الساهر المربي..
المصدر
حسين سرمك حسن
في إحدى العواصم العربية.. كنا مجموعة من "الصايعين " ندور في مدينة الملاهي لساعة الثانية عشرة ليلا.. رجعنا أطفالا وصعدنا دولاب الهواء والبساط السحري وصحنا وزعقنا كأننا نريد من أبينا العراق أن يعثر علينا.. شاهدنا طفلة لا يزيد عمرها على العشر سنوات.. جميلة جدا جدا.. والغريب أنها تصعد معنا وحدها في كل آلة..وتحاورنا بجرأة قاسية لا تناسب عمرها..
سألناها أين أبوك وأمك ؟ أجابتنا بلسان باشط: إيه أبويه وأمي.. أنا عندي استقلاليتي ؟ عمرها عشر سنوات والله العظيم وجميلة جدا.. وستتصل بأبيها بعد أن تتعب لكي يأتي ويوصلها إلى البيت كأي سائق تكسي..
صدقوني نحن نعيش كارثة حقيقية اسمها الاستقلالية على الطريقة الأمريكية.. المغلوب يقتدي بالغالب حسب قانون ابن خلدون..
وقبل أيام عرضت قناة أبو ظبي الأولى حلقة
من برنامج أطفال يقلد فيه الأطفال الفنانين الكبار.. وكانت الحلقة مخصصة للمبدع الكبير "كاظم الساهر"..
أي أم يسألونها ما هي أهم صفة لدى طفلتك أو طفلك تجيب : استقلاليتو..!! هكذا مثل الببغاوات الغبية السخيفة..
أوقفهم كاظم عند حدهم بالقول (إن الطفل لا استقلالية له بل هو يتدرب على يدي والديه.. ويتعلم.. إذا ابني عمره سبع سنوات وتوّه يسيطر على بوله وهو مستقل إذن ماذا
أفعل أنا).
مقدم البرنامج حاول تلطيف الجو وقال توجد استقلالية.. كاظم الدبلوماسي الرهيب أصر على رأيه لكن بصورة غير مباشرة.. مثلا طفلة طلبت تصوير فيديو كليب معه فقال إذا وافق أبوك وأمك.. طلب أن لا يسهر الأطفال مع آبائهم في الحفلات لأن ذلك يؤثر على نمو الطفل وصحته.. ولا يسهر الأطفال مع الآباء على المسلسلات.. وأن يلعبوا الرياضة ولا يكتفوا بالنوم.. وشكر
والدته لأنها علمته كل شيء.. وشكر الجيران في مدينة الحرية لأنهم كانوا يهددونه حين يخطيء بأنهم سيبلغون أباه الذي سوف يعاقبه.. وكل هذا لكي يصر على رأيه في كذبة استقلالية الطفل ولكن بشكل مهذب وحكيم..
بالمناسبة أقول كطبيب مختص
بالأمراض النفسية إن كلام كاظم ينطبق تماما على قوانين علم النفس (لكن ليست الأمريكية الذرائعية التي تنشرمواقع ألكترونية عن العلاقات المحرمة بين الأطفال وآبائهم بالصور والأفلام تحت ذريعة الحرية الشخصية.. والاستقلالية..) .. الطفل ندربه على الاستقلالية حتى سن الثامنة عشرة لكنه ليس مستقلا..
إحذروا هذه الكذبة وتحية لكاظم الساهر المربي..
المصدر