مناشدة للمطرب (كاظم الساهر) أن يمتنع عن زيارة كردستان العراق
مهدي مجيد عبدالله
من المقرر أن يقوم الفنان و المطرب (كاظم الساهر) بزيارة الى كردستان العراق في الفترة المقبلة لإحياء حفلات غنائية في مدن (أربيل، السليمانية، دهوك) حسب ما اعلنت عدة مواقع و صحف كوردية، و تعتبر هذه الزيارة في حد ذاتها مفرحة للشعب الكردي ألذي يكن كل الحب و المودة لهذا الفنان المبدع، لكن في ظروف غير التي يعيشها الأن.
من صفات الفنان بوصفه كائنا ملتزما شجبه و رفضه و عدم قبوله بظلم و إحتقار و إذلال الانسان بغض النظر عن (جنس و دين و قومية وأصل) هذا الانسان، و بما ان الفنان كاظم الساهر يتسم بهذه الصفات الطيبة أرتأينا ان نوجه له هذه المناشدة و هي نابعة عن آهات و حسرات محبوسة في صدور عشرات الآلاف من محبيه المضطهدين المنكسرين المغتصبة حقوقهم في كردستان العراق.
القيصر كاظم الساهر أقولها لك و بدون لف ودوران، إن فقراء و مساكين إقليم كردستان و هم يشكلون نسبة 85% من جمهورك و معجبيك (حسب إحصائيات مجلة فنية تصدر باللغة الكردية في كردستان) يطالبونك ان تسعفهم و تناصرهم ضد طغيان حكامهم المستبدين و ذلك عن طريق إلغاء زيارتك إستنكارا و شجبا لما يقع عليهم من ظلم و حيف.
و لكي تكن على بصيرة مما أقول أذكر لك بعض الأمثلة :
1 – لا يجوز إنتقاد سلبيات السلطات الحاكمة في الإقليم و المتمثلة بالحزبيين الكرديين (الأتحاد الوطني الكردستاني، الديمقراطي الكردستاني) لأنها بإختصار تحولت إلى آلهة يجب ان لا يعصي اي احد أوامر قادتها و يتعدى خطوطهم الحمراء، و المخالف المعارض يكون ماوراء الشمس مكانا له، و هكذا حال لا يوجد إلا في الأنظمة الديكتاتورية.
2 – مستوى دخل الفرد لا يتعدى 200 دولار في حين ان الغلاء الفاحش يجتاح اسواق الإقليم و يثقل كاهل مواطنيه، و هذا المقدار من المال لا يوفر قوتهم اليومي من رغيف الخبز و شربة الماء مما يدفعهم أن يلجؤا لإعمال غير انسانية كي يزودوا من دخلهم، ما يعني انهم لا يستطيعون أن يعيشوا بكرامة و شرف.
3 – الشريحة الكبرى من جمهورك من الشباب و هم إما يقبعون في غياهب السجون و المعتقلات ليس لذنب أو جريمة أقترفوها سوى أنهم وقفوا بوجه الطغيان و الإستبداد و طالبوا بحقوقهم (الأنسانية) البسيطة من ماء و كهرباء و غذاء و دواء، و (السياسية) من حرية التعبير و الإدلاء بالرأي و الإنتخاب الحر، و إما لم يستطيعوا الكلام و الإعتراض فقرروا الهجرة الى خارج البلاد، و قد تجاوز عددهم المليون و الحبل على الجرار.
الفنان الخلوق كاظم الساهر ربما يخطر على بالك بإن الحالة الأقتصادية للإقليم سيئة و لا توجد لديه الثروات الكافية كي يلبي حكامه رغبات الشعب؟
الجواب : كلا، ليس هذا هو السبب بل فساد الحكام وهو مكمن العلة.
يتقاضى اقليم كردستان سنويا اكثر من 6 مليار دولار من الحكومة المركزية الى جانب تصديره 100 الف برميل من النفط و مشتقاته يوميا، ناهيك عن الثروات الطبيعية الاخرى و التي يقدر ثمنها بمليارات الدولارات، فضلا عن اموال الجمارك الآتية من المنافذ الحدودية و التي تقدر بمليارات الدولارات ايضا و و و و غيرها من مصادر الاموال التي لاتحصى و لا تعد، كلها تدر مبالغ كبيرة و هائلة، تكفي أفراد الشعوب الكبيرة كالصين و الهند كي تعيش بسعادة و إطمئنان، فما بالك بالشعب الكردي الذي لا يتجاوز عدد افراده 5 مليون.
ايها الفنان المحترم أرجو أن تقرأ التقارير الدولية الصادرة بشأن حقوق الأنسان و الفساد الأداري و المالي في كردستان العراق كي يتضح لك صحة ما ذكرت، و ما خفي أعظم.
ايها المطرب الصداح ربما ستخسر بعض آلاف الدولارات عند امتناعك عن زيارة كردستان لكن تأكد بإن رصيد احترامك و محبتك سيزداد عند جمهورك المذلول المضطهد الذي لن ينسى ابدا وقوفك معه، و سيذكر التأريخ عملك البطولي هذا.
و للعلم، كاتب هذه سطور شاب كردي عراقي عاش معظم أوقاته بين فقراء و مساكين شعبه مشاركهم همومهم و عذاباتهم، شقائهم و معاناتهم.
يا ترى هل سيناصر المطرب كاظم الساهر الشعب الكردي في العراق و يلبي مناشدة جمهوره و محبيه بإلغاء زبارته أستنكارا و شجبا لإفعال القمع و الاضطهاد التي يتعرضون لها على ايدي حكامهم.
نرجو ان يكون الجواب (نعم)
المصدر