متى يعود العراق سلطانا؟
بقلم: عبد جمعة جدوع الجوراني
كنت احلم حين رحلت الى ليبيا لابتعد عن عيون لصوص الزمن الماضي , كنت اريد ان اهرب عن عيون العالم الى زاوية هادئه،أستطيع أن اصبح فيها سيد نفسي واجرب حريتي لاول مره بعد ان سلبت مني منذ انطفولتي وكنت اظن ان هناك مناخ مهيأ لاكتشف نفسي لعّلي احظى بقطع الاحلام الورديه المرسومه في حنايا عقلي و زوايا افكاري ,وظننت ان اكون منقطعا بعيدا عن دائرة معارفي و لهجتي المتحجره في بودقة العقل المتصدأ لاننا كما يقول(كامو)"((عندما نكون بعيدين عن ذوينا ولغتنا قد اقتلعنا من دعائمنا و جردنا من اقنعتنا نضج عندئذ على سطح ذاتنا بكليتنا")) وحينما قذفت بنفسي في مباهج تلك المدينه التي تغفوا في احضان الصحراء الليبيه ،كنت احلم بحرية اسطوريه اريد ان ارتديها وامارسها بعمق،لكني اكتشفت ان الحياة خارج اسوار الوطن هي مجرد حياة بوهيميه جافه وممله .وحينما حدث الذي حدث في الوطن لمملمت حوائجي وقطعت تذكرة العوده ،لكني وجدت وطن اعرفه لاول مره،وجدت في هذا الوطن مصائب جمه يمحو بعضها البعض لكثرتها ،ومع ذلك قلت لعلي في بداية المشوار وربما القادم افضل وكنت احلم بسعادة جنونيه غريبة المذاق كما هو حلم الجميع بعد طول فراق مع السعاده ...لكن ....كان القادم يؤسفي ...أسوء من حيث الظروف الفوضويه المبعثره برعونه هنا وهناك ،كان الوطن المسكين لوحة يمسكها طفل في يده فرشة وعلبة الوان...! هكذا كان لزاما عليّ ان اقنع نفسي واتقمص حياة مسحوره كما لوكان ذلك بقوة مسحوره ، نحن الذي سافرنا في الزمن الماضي،كثيرا،لقد تألمنا كثيرا وسعدنا كثيرا،وحدنا نسطيع ان نعرف الوان الزمن المتشابكة العواطف وان نفهم ارتباط الحب الوثيق باسارير الوطن.أليس مؤلما ان نرى وطننا يتبعثر وتنهشه مخالب وحشيه مدمره ..ترى أي جنون هذا الذي يمارسه اولئك الفوضويون الظلاميون! أن روحي اصبحت كالعبد التائه قد تعود الى معايشة الماضي،كنت اشم رائحة النخيل المحترق وكي اعود الى منزلي واصدقائي وأشم رائحة لحم مشوي كي اعود الى طفولتي واعيش مجددا في سني وعذابات وطني المتعب! نعم ..كم احتظنت ارضية الشوارع الاسفلتيه أشلاء الابرياء وتهشمت احلام الصداقات الضائعه بين الاطياف المنسيه.رغم ذلك فاني بي صفات غريبه فلربما احب الاماكن والاشياء في وطني بفوضويه متطرفه،ها قد انزلقت الروح من شواطيء الشباب الى طور الشيخوخه لكن تفاءلي مازال يملأ صدري لان العتمه لابد ان يبددها ضوء القمر وحينها تنسدل الاضواء في وطني وبريق الامل يتجدد ويعود كل شيء الى جذره المقطوع كالشريان ....ويعود شاعر الوطن الجوال كريم العراقي ...الى حضن الام الدافيء ويغادر محطات الغربه وحين يعود كاظم الساهر الى مسرحه البابلي بعد طوال اغتراب وعندها تظهر بارقة الامل , بينما تبقى دلال العراق تكتب حروفا وترميها في سلة غربتها متشبثة بحب عراقنا رغم الحياة الاوربيه الانيقة ..فتمنحنا بارقة الامل ليعود العراق زاهيا من جديد! ويعود دجلة وفيا وفراتنا ممتلاءا طيبة عراقية اصيلة!
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=72054
بقلم: عبد جمعة جدوع الجوراني
كنت احلم حين رحلت الى ليبيا لابتعد عن عيون لصوص الزمن الماضي , كنت اريد ان اهرب عن عيون العالم الى زاوية هادئه،أستطيع أن اصبح فيها سيد نفسي واجرب حريتي لاول مره بعد ان سلبت مني منذ انطفولتي وكنت اظن ان هناك مناخ مهيأ لاكتشف نفسي لعّلي احظى بقطع الاحلام الورديه المرسومه في حنايا عقلي و زوايا افكاري ,وظننت ان اكون منقطعا بعيدا عن دائرة معارفي و لهجتي المتحجره في بودقة العقل المتصدأ لاننا كما يقول(كامو)"((عندما نكون بعيدين عن ذوينا ولغتنا قد اقتلعنا من دعائمنا و جردنا من اقنعتنا نضج عندئذ على سطح ذاتنا بكليتنا")) وحينما قذفت بنفسي في مباهج تلك المدينه التي تغفوا في احضان الصحراء الليبيه ،كنت احلم بحرية اسطوريه اريد ان ارتديها وامارسها بعمق،لكني اكتشفت ان الحياة خارج اسوار الوطن هي مجرد حياة بوهيميه جافه وممله .وحينما حدث الذي حدث في الوطن لمملمت حوائجي وقطعت تذكرة العوده ،لكني وجدت وطن اعرفه لاول مره،وجدت في هذا الوطن مصائب جمه يمحو بعضها البعض لكثرتها ،ومع ذلك قلت لعلي في بداية المشوار وربما القادم افضل وكنت احلم بسعادة جنونيه غريبة المذاق كما هو حلم الجميع بعد طول فراق مع السعاده ...لكن ....كان القادم يؤسفي ...أسوء من حيث الظروف الفوضويه المبعثره برعونه هنا وهناك ،كان الوطن المسكين لوحة يمسكها طفل في يده فرشة وعلبة الوان...! هكذا كان لزاما عليّ ان اقنع نفسي واتقمص حياة مسحوره كما لوكان ذلك بقوة مسحوره ، نحن الذي سافرنا في الزمن الماضي،كثيرا،لقد تألمنا كثيرا وسعدنا كثيرا،وحدنا نسطيع ان نعرف الوان الزمن المتشابكة العواطف وان نفهم ارتباط الحب الوثيق باسارير الوطن.أليس مؤلما ان نرى وطننا يتبعثر وتنهشه مخالب وحشيه مدمره ..ترى أي جنون هذا الذي يمارسه اولئك الفوضويون الظلاميون! أن روحي اصبحت كالعبد التائه قد تعود الى معايشة الماضي،كنت اشم رائحة النخيل المحترق وكي اعود الى منزلي واصدقائي وأشم رائحة لحم مشوي كي اعود الى طفولتي واعيش مجددا في سني وعذابات وطني المتعب! نعم ..كم احتظنت ارضية الشوارع الاسفلتيه أشلاء الابرياء وتهشمت احلام الصداقات الضائعه بين الاطياف المنسيه.رغم ذلك فاني بي صفات غريبه فلربما احب الاماكن والاشياء في وطني بفوضويه متطرفه،ها قد انزلقت الروح من شواطيء الشباب الى طور الشيخوخه لكن تفاءلي مازال يملأ صدري لان العتمه لابد ان يبددها ضوء القمر وحينها تنسدل الاضواء في وطني وبريق الامل يتجدد ويعود كل شيء الى جذره المقطوع كالشريان ....ويعود شاعر الوطن الجوال كريم العراقي ...الى حضن الام الدافيء ويغادر محطات الغربه وحين يعود كاظم الساهر الى مسرحه البابلي بعد طوال اغتراب وعندها تظهر بارقة الامل , بينما تبقى دلال العراق تكتب حروفا وترميها في سلة غربتها متشبثة بحب عراقنا رغم الحياة الاوربيه الانيقة ..فتمنحنا بارقة الامل ليعود العراق زاهيا من جديد! ويعود دجلة وفيا وفراتنا ممتلاءا طيبة عراقية اصيلة!
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=72054