الصباح: الساهر وزيرا للثقافة
سامر المشعل
عاش الفنان عبد فلك محنة حقيقية، في فترة النظام السابق ولان الأمر متعلق بوضعه الصحي، كونه احد نجوم الغناء العراقي، ماجعله يقابل وزير الصحة ويطلب مقابلة وكيل وزير الثقافة انذاك ويشرح له وضعه الصحي وان عينيه مهددتان بالعمى،
الا اذا اجريت له عملية ليزرية، ولان هذا الجهاز لم يكن متوفرا في فترة التسعينيات من القرن الماضي، لذا تطلب سفر الفنان عبد فلك الى الاردن واجراء العلاج، الذي يكلف مبلغا كبيرا لايقوى على سداده.. خرج عبد فلك من مكتب سعادة وكيل الوزير وفي نفسه مرارة وفي عينيه قذى وفي مشاعره جرح.. قلت له خيرا.. فقال: وكيل الوزير يعتذر عن تقديم المساعدة لعدم قدرة وزارته دفع المبلغ، ناصحا اياه بالذهاب الى الفنان كاظم الساهر مؤكدا (ابو وسام ما يقصر). رد عليه الفنان عبد فلك بالامور الفنية وليس بالامور المادية.
هذه قصة من قصص كثيرة حصلت مع فنانين عراقيين تعرضوا الى انتكاسات صحية عجزت الدولة عن اسعاف مرضاها وهم فنانون نجوم وكبار السن، قدموا عصارة فكرهم وابداعهم الى الوطن.. لم تتوقف معاناة الفنانين بعد التحول السياسي الذي جرى في التاسع من نيسان 2003، انما مازال الكثير من الفنانين يفترسهم المرض بأنيابه مستسلمين لنهاية دراما حياتهم بطريقة بأئسة وحزينة، بعد رحلة فنية ضاجة بالتألق الإبداعي والشهرة الجماهيرية.. الفنان قاسم وعل السراج والفنانة أمل طه والفنان صباح الخياط والتحق بهم مؤخرا الفنان محسن العزاوي هؤلاء الفنانون مازالوا يئنون على وسادة المرض والقائمة مفتوحة لفنانين اخرين.
المشهد الاخر جرت احداثه قبل ايام عندما تعرض الفنان ياسر البصري الى نكبة صحية، جعلت الفنان علي جودة يتصل بي ويطلب من جريدة الصباح الوقوف على الوضع الصحي المتدهور للفنان البصري ومناشدة وزارة الثقافة والجهات الحكومية لانقاذه من محنته بعد هزال وضعه المادي والصحي.. فطمأنني احد الزملاء بأنه سيتصل بالفنان كاظم الساهر لمساعدته ورفع غائلة المرض عن جسده النحيل.. وهذا ما حصل مع الفنان الراحل عبد الخالق المختار، عندما اصيب بعجز كلوي، اذ تكفل الساهر بجميع نفقات علاجه في عمان واسكانه في شقته الخاصة وكنت قد تهاتفت مع المختار رحمه الله ، فقال لي بفخر انني اتحدث معك من شقة الفنان كاظم الساهر ونفسه تعلن امتنانه لابن مدينته الحرية، ليساهم هذا الفنان بمؤازرة اخوية حنونة من انقاذ حياته بعد ان تعذر علاجه في بغداد.
هذه المواقف الانسانية النبيلة للفنان الساهر تضع الجهات الحكومية المعنية بحرج، عندما تمتد يد فنان بسخاء ازاء زملائه واصدقائه من الشعراء والاعلاميين وعدد كبير منهم يحفظ له مواقف مماثلة، الا يستدعي التفكير بترشيحه لمنصب وزير الثقافة، لاسيما ان الكتل السياسية بطور التحالفات لتشكيل الحكومة الجديدة، فبالاضافة الى الجانب الانساني فهو فنان مثقف ويتعامل بمنطق حضاري مع مفردات الثقافة والفن، فضلا عن ثقله في كسب الرأي العام العربي .. ليرتقي الساهر من منصب سفير الاغنية العراقية الى وزير الثقافة، قد لا يفضل الساهر ان يترك في الوقت الحالي رسالته الفنية والجمالية على حساب وظيفة سياسية ومهمة ثقافية ووطنية، لكن عندما تأتي المبادرة من اروقة السياسة فهذا تقدير لدور الفنان وتكريم لمنجزه الابداعي وهناك فنانون اخرون يستحقون هذا المنصب.
ملاحظة: اشهد انني لم التق بالساهر قط، ولم يقدم لي اي شكل من اشكال المساعدة،
بل وردني انه منزعج من احد المواضيع التي نشرتها في ملحق فنون، لكن الحق يقال.
المصدر
سامر المشعل
عاش الفنان عبد فلك محنة حقيقية، في فترة النظام السابق ولان الأمر متعلق بوضعه الصحي، كونه احد نجوم الغناء العراقي، ماجعله يقابل وزير الصحة ويطلب مقابلة وكيل وزير الثقافة انذاك ويشرح له وضعه الصحي وان عينيه مهددتان بالعمى،
الا اذا اجريت له عملية ليزرية، ولان هذا الجهاز لم يكن متوفرا في فترة التسعينيات من القرن الماضي، لذا تطلب سفر الفنان عبد فلك الى الاردن واجراء العلاج، الذي يكلف مبلغا كبيرا لايقوى على سداده.. خرج عبد فلك من مكتب سعادة وكيل الوزير وفي نفسه مرارة وفي عينيه قذى وفي مشاعره جرح.. قلت له خيرا.. فقال: وكيل الوزير يعتذر عن تقديم المساعدة لعدم قدرة وزارته دفع المبلغ، ناصحا اياه بالذهاب الى الفنان كاظم الساهر مؤكدا (ابو وسام ما يقصر). رد عليه الفنان عبد فلك بالامور الفنية وليس بالامور المادية.
هذه قصة من قصص كثيرة حصلت مع فنانين عراقيين تعرضوا الى انتكاسات صحية عجزت الدولة عن اسعاف مرضاها وهم فنانون نجوم وكبار السن، قدموا عصارة فكرهم وابداعهم الى الوطن.. لم تتوقف معاناة الفنانين بعد التحول السياسي الذي جرى في التاسع من نيسان 2003، انما مازال الكثير من الفنانين يفترسهم المرض بأنيابه مستسلمين لنهاية دراما حياتهم بطريقة بأئسة وحزينة، بعد رحلة فنية ضاجة بالتألق الإبداعي والشهرة الجماهيرية.. الفنان قاسم وعل السراج والفنانة أمل طه والفنان صباح الخياط والتحق بهم مؤخرا الفنان محسن العزاوي هؤلاء الفنانون مازالوا يئنون على وسادة المرض والقائمة مفتوحة لفنانين اخرين.
المشهد الاخر جرت احداثه قبل ايام عندما تعرض الفنان ياسر البصري الى نكبة صحية، جعلت الفنان علي جودة يتصل بي ويطلب من جريدة الصباح الوقوف على الوضع الصحي المتدهور للفنان البصري ومناشدة وزارة الثقافة والجهات الحكومية لانقاذه من محنته بعد هزال وضعه المادي والصحي.. فطمأنني احد الزملاء بأنه سيتصل بالفنان كاظم الساهر لمساعدته ورفع غائلة المرض عن جسده النحيل.. وهذا ما حصل مع الفنان الراحل عبد الخالق المختار، عندما اصيب بعجز كلوي، اذ تكفل الساهر بجميع نفقات علاجه في عمان واسكانه في شقته الخاصة وكنت قد تهاتفت مع المختار رحمه الله ، فقال لي بفخر انني اتحدث معك من شقة الفنان كاظم الساهر ونفسه تعلن امتنانه لابن مدينته الحرية، ليساهم هذا الفنان بمؤازرة اخوية حنونة من انقاذ حياته بعد ان تعذر علاجه في بغداد.
هذه المواقف الانسانية النبيلة للفنان الساهر تضع الجهات الحكومية المعنية بحرج، عندما تمتد يد فنان بسخاء ازاء زملائه واصدقائه من الشعراء والاعلاميين وعدد كبير منهم يحفظ له مواقف مماثلة، الا يستدعي التفكير بترشيحه لمنصب وزير الثقافة، لاسيما ان الكتل السياسية بطور التحالفات لتشكيل الحكومة الجديدة، فبالاضافة الى الجانب الانساني فهو فنان مثقف ويتعامل بمنطق حضاري مع مفردات الثقافة والفن، فضلا عن ثقله في كسب الرأي العام العربي .. ليرتقي الساهر من منصب سفير الاغنية العراقية الى وزير الثقافة، قد لا يفضل الساهر ان يترك في الوقت الحالي رسالته الفنية والجمالية على حساب وظيفة سياسية ومهمة ثقافية ووطنية، لكن عندما تأتي المبادرة من اروقة السياسة فهذا تقدير لدور الفنان وتكريم لمنجزه الابداعي وهناك فنانون اخرون يستحقون هذا المنصب.
ملاحظة: اشهد انني لم التق بالساهر قط، ولم يقدم لي اي شكل من اشكال المساعدة،
بل وردني انه منزعج من احد المواضيع التي نشرتها في ملحق فنون، لكن الحق يقال.
المصدر