الاجراءات تتوقف على محتوى قرار الاعفاء
العرب اليوم: ضريبة نقابة الفنانين ومهرجان الاردن
العرب اليوم - صالح اسعد
نشرت بعض وسائل الاعلام تصريحات صادرة عن نقابة الفنانين الاردنيين بخصوص رفع قضايا ودعاوى قضائية ضد بعض الفنانين العرب الذين شاركوا بفعاليات مهرجان الاردن الثالث لعام 2010 على اساس انهم لم يقوموا بتسديد الضريبة المستحقة للنقابة والمقررة حسب القانون, ومن هؤلاء الفنانين كاظم الساهر وفريدة وآمال ماهر وعبدو شريف اضافة الى بعض الفرق والفنانين الاجانب وربما تشمل القائمة ايضا بعض الفنانين الاردنيين.
ويأتي تصرف النقابة هذا ضمن حقها المشروع في الدفاع عن حقها وحق اعضائها خاصة ان الفنان الاردن يعاني ما يعاني من عدم وجود ضمان صحي واجتماعي وما شابه ذلك, ولتسديد العديد من الالتزامات, وهذا كان اهم الدعائم الاساسية لبرنامج معظم الاعضاء في حملتهم الانتخابية وهو مطلب لمعظم اعضاء النقابة لا يختلف عليه اثنان .. لكن لماذا نرفع قضايا على الفنانين إذا كنا لا نعرف الحقيقة? سؤال مطلوب للايضاح حتى لا تكثر التفسيرات.
العقد شريعة المتعاقدين
جرت العادة والعُرف ان اي فنان او فرقة فنية يحضر الى اي بلد في العالم يكون وفق عقد مُبرم ما بين الطرفين وكل عقد من هذه العقود يضم بنودا يتفق عليها الطرفان, ويلتزم كل منهما بتطبيقها وان من ابسط الامور المتعارف عليها في عالم الفن والفنانين ان هناك بنودا تكتب تلقائيا مثل .. المواصلات والاقامة والسفر ورسوم المغادرة والضرائب المترتبة على تنفيذ العمل, حيث يكون بندا خاصا بها سواء كان العقد مع جهة حكومية او قطاع خاص وينص البند على ما يلي »يتكفل الطرف الاول (اي الجهة المنظمة) جميع الضرائب والرسوم المترتبة على اقامة الحفل او النشاط وهذه العبارة واضحة ولا تحتاج لتفسير اي ان الفنان المستضاف لتقديم عرض في الاردن غير ملزم بالضرائب وان الجهة المنظمة هي الملزمة بذلك من حيث ضريبة المبيعات, ضريبة الدخل ان وجدت ,.. ضريبة نقابة الفنانين, رسوم الدخول والمغادرة والتأشيرات, وحتى رسوم وكفالات المعدات الفنية«.
وهذا لا ينطبق على الحفلات الغنائية فقط انما على كل النشاطات الفنية بما في ذلك تصوير الاعمال الدرامية والسينمائية, وبالتالي فان الفنانين المشاركين في فعاليات مهرجان الاردن ضرائبهم تكون من مسؤولية ادارة المهرجان »حسب عقودهم« التي تقوم بدفعها كما جرت العادة وإحضار اوراق التسديد وبراءة الذمة .. لكن هناك حالات عديدة لا يتم فيها تسديد الضرائب وهي ليست بجديدة في الاردن او العالم العربي من هذه الحالات حصول ادارة المهرجان على قرار حكومي رسمي بالاعفاء من الضرائب وهذا كثير ما كان يحصل مع نشاطات مهرجان جرش بين الحين والآخر وليس دائما.
ففي العديد من السنوات كان المهرجان يحصل على قرار رسمي بالاعفاء من الضرائب والرسوم وعليه يعطى الفنان كتابا يتضمن القرار يُسلم للسلطات في الحدود إبان كان قرار المغادرة مرتبطا بتسديد الضرائب بأنواعها, اما اذا كان المهرجان غير معفي فانه يتم التسديد والحصول على إذن المغادرة وبراءة الذمة .. وهذا ينطبق على جميع النشاطات الفنية في الاردن. وبالنسبة لمهرجان الاردن فقد اعلن عبر وسائل الاعلام ان الحكومة قد أعفت فعاليات المهرجان من الضرائب وان صح هذا فانه يعني انه لا يحق لأي جهة داخل الاردن المطالبة بأي نوع من انواع الرسوم والضرائب نظرا لان الحكومة هي السلطة الاعلى لكن هذا يتوقف على النص الحرفي للكتاب, هل كان معمما? أم انه نص على انواع محددة من الضرائب واستثنى اخرى? كل هذا يتوقف على الكتاب .. وبالتالي فاذا كان الكتاب شاملا فان الفنانين العرب والاجانب في وضع قانوني سليم وعندها تكون القضايا مجرد محاولات يائسة. لذلك المطلوب من نقابة الفنانين الاردنيين الاجتماع مع ادارة المهرجان والاطلاع على الكتب الرسمية بهذا الخصوص, ومراجعة رئاسة الوزراء لان هذا حقها الطبيعي.
اما ان ثبت انه لا يوجد اعفاء فاننا نشد على يد النقابة برفع قضايا ومنع هؤلاء الفنانين من دخول الاردن لاقامة نشاطات فنية فيها .. وهذا حق طبيعي .. لكن قبل اتخاذ اي قرار او تصرف يجب ان تكون هناك رؤية واضحة حتى لا يكون هناك تضارب ويُقال انه توجد دولة داخل دولة .. وينطبق علينا (حارة كل من ايده اله).
حل جذري
ان مجلس ادارة النقابة مطالب بعقد اجتماع مع دولة رئيس الوزراء بحضور وزيري الثقافة والمالية للوصول لحل جذري في مثل هذه الامور حتى لا تترك الامور للاجتهادات الشخصية, وحتى تحافظ النقابة على حقوق الفنانين الاردنيين لان هذا من ابسط المهمات المطلوبة منهم وعلى وزارة الثقافة ان تقوم بدورها في هذا المجال وان لا تقف مكتوفة الايدي وتترك النقابة تواجه الموقف وحدها.
على ان يكون هناك تصور نهائي يسري على الجميع دون امتيازات لانه لا يجوز تطبيق سياسة »خيار وفقوس« بالنسبة للمهرجانات والنشاطات الفنية وان رأت الحكومة ان يكون هناك اعفاء فيجب اعلانه وشرحه وتفسير اسبابه وارسال نسخ منه للجهات المختصة ومنها نقابة الفنانين. اما بالنسبة لاعفاءات وتسهيلات الهيئة الملكية للافلام فهذا بحث آخر يحتاج لمعالجة اخرى سنتطرق لها مستقبلا في »العرب اليوم«.
ليس دفاعا عن المهرجان
ربما يفهم البعض اننا من خلال هذا الطرح نقوم بالدفاع عن مهرجان الاردن وهذا غير صحيح فموقفنا من المهرجان معروف ومعلن خاصة من الناحيتين الفنية الجماهيرية والاعلامية فهو لم يستطع ان يسد غياب مهرجان جرش وذلك على المستويين المحلي والعربي والعالمي ولو نسبة 20%. كما ان المهرجانات وجدت لتكون للجماهير من مختلف فئات الشعب وليس لفئة او طبقة معينة فكلمة مهرجان ارتبطت بالجمهور الشعبي الكثيف لكن في مثل هذه الحالات يجب ان توضع النقاط على الحروف .. خاصة ان معظم المهرجانات الرسمية في العالم العربي تُعفى من الرسوم والضرائب فهل اعتبرت الدولة مهرجان الاردن على انه مهرجان حكومي رسمي واذا كان كذلك فانه سيخضع لحسابات واجراءات اخرى.
المصدر