نزار قباني، شاعر الموسيقى والغناء
كلمات ليست كالكلمات
نزار قباني، شاعر الموسيقى والغناء
قمة الغناء العربي الأصيل ما زالت تدين لرئيس جمهورية الشعر العربي الحديث حتى بعد وفاته.
ميدل ايست اونلاين
دمشق ـ من نضال سعد الدين قوشحة
في فضاء الشعر العربي، دانت الشهرة لشاعرين كبيرين كان بينهما ما يقارب ألف عام، أولهما كان المتنبي الذي ملاْ الدنيا وشغل الناس، ثم كان من بعده في عصرنا الشاعر نزار قباني الذي صنع كما المتنبي ثورة في الشعر ستعيش طويلاً، وكان لأجلها يسمي نفسه رئيس جمهورية الشعر العربي الحديث.
وبعيداً عن الولوج في إطلاق حكم قيمة بين القامتين، تبدو قمة القباني حاضرة بعلو شاهق في سماء الغناء العربي الأصيل.
فلو نظرنا لشعر نزار قباني من هذه الناحية لوجدنا أنه الشاعر الأكثر حضوراً في تاريخ الغناء العربي المعاصر من شعراء عصره، مراعين أنه ليس شاعراً غنائياً أصلاً، كأحمد رامي مثلاً.
غنت لنزار قباني القامات الفنية العربية الأهم، أم كلثوم فيروز فايزة أحمد عبد الحليم حافظ ربى الجمال نجاة الصغبرة ماجدة الرومي كاظم الساهرأصالة نصري وغيرهم.
كما تصدى لتلحين هذا الشعر كبار الملحنين العرب، رياض السنباطي محمد عبد الوهاب الأخوان رحباني نجيب السراج محمد الموجي محمد سلطان حلمي بكر جمال سلامة وآخرين.
وبنظرة تحليلية سنجد أن شعر نزار قباني قد أوحى للكثير من المطربين والملحنين العرب الكثير من المشاريع الغنائية، وصار بحكم المؤكد أن أول تجربة تلحينية من شعر القباني كانت للملحن والمطرب المصري أحمد عبد القادر عام 53 حين لحن وغنى له قصيدة كيف كان.
تساءلت في حنان عن حبنا كيف كان؟
وكيف استحلنا حرائقا في ثوان
صرنا ضياء وصرنا في دوزنات الكمان
بعد هذه المحاولة بخمس سنوات لحن نجيب السراج للقباني قصيدته الشهيرة بيت الحبيبة الذي يقول مطلعها:
أعطيك من أجلي ومن عيني يا بيتها في آخر الدنيا.
وقد أصابت هذه الأغنية هدفها، فعرف شعر نزار قباني بعدها بشكل أكبر، وتعرف عليه خاصة الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي تناول أربعا من قصائده، ووضع لها ألحانا للسيدة نجاة الصغيرة.
وكان أول لحن يضعه لها من شعر القباني أيظن الذي أشتهرعلى مساحة العالم العربي.
أيظن أني لعبة بيــــــــــــده أنا لا أفكر في الرجوع إليه
الآن عاد وكأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه
سامحته وسألت عن أخباره وبكيت ساعات على كتفيه
تجربة عملاقة أخرى جمعت موسيقى محمد عبد الوهاب بشعر نزار قباني تجلت هذه المرة بأغنية وطنية قومية غنتها السيدة أم كلثوم عن فلسطين، أسم القصيدة الأصلي طريق واحد، واسمها مغناة، أصبح عندي الآن بندقية.
أصبح عندي الآن بندقية
إلى فلسطين خذوني معكم
إلى ربى حزينة كوجه مجدلية
إلى القباب الخضر والحجارة النبية
عشرون عاما وأنا أبحث عن أرض وعن هوية
أبحث عن بيتي الذي هناك
عن وطني المحاط بالأسلاك.
أبحث عن طفولتي وعن رفاق حارتي
عن كتبي عن صوري
عن كل ركن دافيء وكل مزهرية..
كذلك كان للسيدة أم كلثوم تعاون فني آخر مع شعر نزار قباني وبتلحين الموسيقار رياض السنباطي هذه المرة.
فغنت قصيدة رسالة إلى الزعيم في رثاء الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970 التي تقول بالنص الأصلي:
والدنا جمال عبد الناصر
عندي خطاب عاجل إليك
من أرض مصر الطيبة
من ليلها المشغول بالفيروز والجواهر
ومن مقاهي سيدي الحسين من حدائق القناطر
ومن ترع النيل التي تركتها
حزينة الضفائر
عندي خطاب عاجل إليك
من الملايين التي أدمنت هواك
من الملايين التي تريد أن تراك
عندي خطاب كله أشجان
لكنني ياسيدي
لاأعرف العنوان.
قمة غنائية عملاقة تعانقت مجددا مع شعر القباني، فكانت تجربة الأخوان رحباني والسيدة فيروز في أغنيتين.وشاية ولاتسالوني.
لا تسالوني ما اسمه حبيبي أخشى عليكم ضوعة الطيوب
والله لو بحت بأي حــرف تكدس الليـــــلك في الدروب
ترونه في ضحكة السواقي وفي غنــــــــاء كل عندليب
محاسن لاضـــــــمها كتاب ولا أدعتــها ريشة الأديب
السيدة فايزة أحمد غنت له من تلحين محمد سلطان أغنيتها الشهيرة رسالة من سيدة حاقدة.
لا تدخلي
وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك
وزعمت لي
أن الرفاق أتوا إليك.
أهم الرفاق أتوا إليك؟
أم أن سيدة لديك
تحتل بعدي ساعديك
وصرخت محتدما قفي
والريح تمضغ معطفي
والذل يكسو موقفي
لاتعتذر يانذل لاتتأسف
أنا لست أسفة عليك
لكن على قلبي الوفي
قلبي الذي لم تعرف.
وبالطبع لم يفت المطرب العربي الكبير عبد الحليم حافظ أن يأخذ من شعر القباني ليغنيه، فانتقى من شعره قصيدة رسالة من تحت الماء وقارئة الفنجان، وقد لحن كلا القصيدتين الموسيقار محمد الموجي، الذي أبدع في قارئة الفنجان لحناً قل نظيره.
جلست والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت ياولدي لاتحزن
فالحب عليك هو المكتوب ياولدي.
ماجدة الرومي بدورها تنهل من معين الشاعر، وتغني له أربع قصائد، هي كلمات من تلحين إحسان المنذر وطوق الياسمين لكاظم الساهر ومع الجريدة وست الدنيا لجمال سلامة.
تقول أول أغنية للسيدة ماجدة الرمي كلمات.
يسمعني حين يراقصني
كلمات ليست كالكلمات
يأخذني من تحت ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطر الأسود في عيني
ينهمر زخات زخات
يحملني معه يحملني
لمساء وردي الشرفات
نزار قباني شاعر دمشقي، وكانت دمشق تعيش في أدق تفاصيل كيانه، وهذا ما كان شعراً ثم غناءً، ففي قصيدته الشهيرة أنا ياصديقة متعب بعروبتي التي ألقاها في تونس أول مرة، ترد أبيات كثيرة عن دمشق الحبيبة، يختار منها الفنان كاظم الساهر مجموعة ليلحنها بقصيدة سميت دمشق، غنتها المطربة لطيفة التونسية.
الفل يبدأ من دمشق بياضه وبعطرها تتطيب الأطياب
والماء يبدا من دمشق فحيثما أسندت رأسك جدول ينساب
والحب يبدأ من دمشق فأهلنا عبدوا الجمال وذوبوه وذابوا
والخيل تبدأ من دمشق مسارها وتشد للفتح الكبير ركاب
كذلك كان لروح الشاعر الدمشقية حضور حتى على الدراما في سورية، فعندما صنع مسلسل سوري عن فارس أموي شهير هو مسلمة بن عبد الملك بن مروان، وهو عمل كتبه محمود عبد الكريم وأخرجه نجدة أنزور.
كانت قصيدة القباني ترصيع بالذهب على سيف دمشقي تتجسد في شارة العمل، والتي لحنها الموسيقي اللبناني شربل روحانا.
أتراها تحبني ميسون
أم توهمت والنساء ظنون
يا ابنة العم والهوى أموي
كيف أخفي الهوى وكيف أبين
واعذريني إن بدوت حزينا
إن وجه المحب وجه حزين
آه ياشام كيف أشرح مابي
وأنا فيك دائما مسكون
إن أرض الجولان تشبه عينيك
فماء يجري ولوز وتين
مزقي يادمشق خارطة الذل
وقولي للدهر كن فيكون.
لم يتوقف الموسيقيون والمغنون العرب عن الغناء من شعر نزار قباني، وهم حتى اللحظة يتسابقون في إختيار قصائد له لغنائها.
فعلى مسافة قريبة نسبياً ظهرت تجارب لعدة أسماء جديدة، لعل أهمها الفنان العراقي كاظم الساهر الذي لحن من شعر القباني أكثر من خمسة عشر قصيدة لتغنى بصوته أو بصوت غيره، كان أولها قصيدة اختاري.
إني خيرتك فاختاري
ما بين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
لاتوجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار
كذلك غنت أصالة نصري من شعره ولحن حلمي بكر قصيدة إغضب.
إغضب كما تشاء
وإجرح أحاسيس كما تشاء
حطم أواني الزهر والمرايا
هدد بحب أمرأة سواي
فكل ما تفعله سواء
كل ما تقوله سواء
فانت كالأطفال ياحبيبي
نحبهم مهما لنا اساؤوا.
في الخليج العربي تناول خالد الشيخ برقة قصيدة شهيرة هي نهر الأحزان وصنع منها لحناً شفافاً مليئاً بالأحاسيس وصارت الأغنية عنواناً للعشق المحطم.
عيناك كنهري أحزان
نهري موسيقى حملاني
لوراء وراء الأزمان
أأقول أحبك ياقمري
آه لو كان بإمكاني
أأسافر دونك ليلكتي
يا ظل الله بأجفاني
يا صيفي الأخضر يا شمسي
يا أجمل أجمل ألواني
هل أرحل عنك وقصتنا
أحلى من عودة نيسان
فأنا لا أملك في الدنيا إلا عينيك وأحزاني.
مما لا شك فيه أن إحاطة تجربة الشاعر الكبير نزار قباني في مجال الغناء العربي عصية على مساحة صحفية محدودة فهنالك أسماء أخرى لحنت وغنت للشاعر منها، سعيد قطب إلهام مدفعي عبد الرزاق محمد ربى الجمال رزان وآخرين.
ولعل مساحات أخر ستلقي الضوء على مزيد من أثر الشاعر الكبير في تحقيق ذرى فنية خالدة سمعناها وما نزال إلى يومنا الحاضر.
http://www.middle-east-online.com/?id=92053
كلمات ليست كالكلمات
نزار قباني، شاعر الموسيقى والغناء
قمة الغناء العربي الأصيل ما زالت تدين لرئيس جمهورية الشعر العربي الحديث حتى بعد وفاته.
ميدل ايست اونلاين
دمشق ـ من نضال سعد الدين قوشحة
في فضاء الشعر العربي، دانت الشهرة لشاعرين كبيرين كان بينهما ما يقارب ألف عام، أولهما كان المتنبي الذي ملاْ الدنيا وشغل الناس، ثم كان من بعده في عصرنا الشاعر نزار قباني الذي صنع كما المتنبي ثورة في الشعر ستعيش طويلاً، وكان لأجلها يسمي نفسه رئيس جمهورية الشعر العربي الحديث.
وبعيداً عن الولوج في إطلاق حكم قيمة بين القامتين، تبدو قمة القباني حاضرة بعلو شاهق في سماء الغناء العربي الأصيل.
فلو نظرنا لشعر نزار قباني من هذه الناحية لوجدنا أنه الشاعر الأكثر حضوراً في تاريخ الغناء العربي المعاصر من شعراء عصره، مراعين أنه ليس شاعراً غنائياً أصلاً، كأحمد رامي مثلاً.
غنت لنزار قباني القامات الفنية العربية الأهم، أم كلثوم فيروز فايزة أحمد عبد الحليم حافظ ربى الجمال نجاة الصغبرة ماجدة الرومي كاظم الساهرأصالة نصري وغيرهم.
كما تصدى لتلحين هذا الشعر كبار الملحنين العرب، رياض السنباطي محمد عبد الوهاب الأخوان رحباني نجيب السراج محمد الموجي محمد سلطان حلمي بكر جمال سلامة وآخرين.
وبنظرة تحليلية سنجد أن شعر نزار قباني قد أوحى للكثير من المطربين والملحنين العرب الكثير من المشاريع الغنائية، وصار بحكم المؤكد أن أول تجربة تلحينية من شعر القباني كانت للملحن والمطرب المصري أحمد عبد القادر عام 53 حين لحن وغنى له قصيدة كيف كان.
تساءلت في حنان عن حبنا كيف كان؟
وكيف استحلنا حرائقا في ثوان
صرنا ضياء وصرنا في دوزنات الكمان
بعد هذه المحاولة بخمس سنوات لحن نجيب السراج للقباني قصيدته الشهيرة بيت الحبيبة الذي يقول مطلعها:
أعطيك من أجلي ومن عيني يا بيتها في آخر الدنيا.
وقد أصابت هذه الأغنية هدفها، فعرف شعر نزار قباني بعدها بشكل أكبر، وتعرف عليه خاصة الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي تناول أربعا من قصائده، ووضع لها ألحانا للسيدة نجاة الصغيرة.
وكان أول لحن يضعه لها من شعر القباني أيظن الذي أشتهرعلى مساحة العالم العربي.
أيظن أني لعبة بيــــــــــــده أنا لا أفكر في الرجوع إليه
الآن عاد وكأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه
سامحته وسألت عن أخباره وبكيت ساعات على كتفيه
تجربة عملاقة أخرى جمعت موسيقى محمد عبد الوهاب بشعر نزار قباني تجلت هذه المرة بأغنية وطنية قومية غنتها السيدة أم كلثوم عن فلسطين، أسم القصيدة الأصلي طريق واحد، واسمها مغناة، أصبح عندي الآن بندقية.
أصبح عندي الآن بندقية
إلى فلسطين خذوني معكم
إلى ربى حزينة كوجه مجدلية
إلى القباب الخضر والحجارة النبية
عشرون عاما وأنا أبحث عن أرض وعن هوية
أبحث عن بيتي الذي هناك
عن وطني المحاط بالأسلاك.
أبحث عن طفولتي وعن رفاق حارتي
عن كتبي عن صوري
عن كل ركن دافيء وكل مزهرية..
كذلك كان للسيدة أم كلثوم تعاون فني آخر مع شعر نزار قباني وبتلحين الموسيقار رياض السنباطي هذه المرة.
فغنت قصيدة رسالة إلى الزعيم في رثاء الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970 التي تقول بالنص الأصلي:
والدنا جمال عبد الناصر
عندي خطاب عاجل إليك
من أرض مصر الطيبة
من ليلها المشغول بالفيروز والجواهر
ومن مقاهي سيدي الحسين من حدائق القناطر
ومن ترع النيل التي تركتها
حزينة الضفائر
عندي خطاب عاجل إليك
من الملايين التي أدمنت هواك
من الملايين التي تريد أن تراك
عندي خطاب كله أشجان
لكنني ياسيدي
لاأعرف العنوان.
قمة غنائية عملاقة تعانقت مجددا مع شعر القباني، فكانت تجربة الأخوان رحباني والسيدة فيروز في أغنيتين.وشاية ولاتسالوني.
لا تسالوني ما اسمه حبيبي أخشى عليكم ضوعة الطيوب
والله لو بحت بأي حــرف تكدس الليـــــلك في الدروب
ترونه في ضحكة السواقي وفي غنــــــــاء كل عندليب
محاسن لاضـــــــمها كتاب ولا أدعتــها ريشة الأديب
السيدة فايزة أحمد غنت له من تلحين محمد سلطان أغنيتها الشهيرة رسالة من سيدة حاقدة.
لا تدخلي
وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك
وزعمت لي
أن الرفاق أتوا إليك.
أهم الرفاق أتوا إليك؟
أم أن سيدة لديك
تحتل بعدي ساعديك
وصرخت محتدما قفي
والريح تمضغ معطفي
والذل يكسو موقفي
لاتعتذر يانذل لاتتأسف
أنا لست أسفة عليك
لكن على قلبي الوفي
قلبي الذي لم تعرف.
وبالطبع لم يفت المطرب العربي الكبير عبد الحليم حافظ أن يأخذ من شعر القباني ليغنيه، فانتقى من شعره قصيدة رسالة من تحت الماء وقارئة الفنجان، وقد لحن كلا القصيدتين الموسيقار محمد الموجي، الذي أبدع في قارئة الفنجان لحناً قل نظيره.
جلست والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت ياولدي لاتحزن
فالحب عليك هو المكتوب ياولدي.
ماجدة الرومي بدورها تنهل من معين الشاعر، وتغني له أربع قصائد، هي كلمات من تلحين إحسان المنذر وطوق الياسمين لكاظم الساهر ومع الجريدة وست الدنيا لجمال سلامة.
تقول أول أغنية للسيدة ماجدة الرمي كلمات.
يسمعني حين يراقصني
كلمات ليست كالكلمات
يأخذني من تحت ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطر الأسود في عيني
ينهمر زخات زخات
يحملني معه يحملني
لمساء وردي الشرفات
نزار قباني شاعر دمشقي، وكانت دمشق تعيش في أدق تفاصيل كيانه، وهذا ما كان شعراً ثم غناءً، ففي قصيدته الشهيرة أنا ياصديقة متعب بعروبتي التي ألقاها في تونس أول مرة، ترد أبيات كثيرة عن دمشق الحبيبة، يختار منها الفنان كاظم الساهر مجموعة ليلحنها بقصيدة سميت دمشق، غنتها المطربة لطيفة التونسية.
الفل يبدأ من دمشق بياضه وبعطرها تتطيب الأطياب
والماء يبدا من دمشق فحيثما أسندت رأسك جدول ينساب
والحب يبدأ من دمشق فأهلنا عبدوا الجمال وذوبوه وذابوا
والخيل تبدأ من دمشق مسارها وتشد للفتح الكبير ركاب
كذلك كان لروح الشاعر الدمشقية حضور حتى على الدراما في سورية، فعندما صنع مسلسل سوري عن فارس أموي شهير هو مسلمة بن عبد الملك بن مروان، وهو عمل كتبه محمود عبد الكريم وأخرجه نجدة أنزور.
كانت قصيدة القباني ترصيع بالذهب على سيف دمشقي تتجسد في شارة العمل، والتي لحنها الموسيقي اللبناني شربل روحانا.
أتراها تحبني ميسون
أم توهمت والنساء ظنون
يا ابنة العم والهوى أموي
كيف أخفي الهوى وكيف أبين
واعذريني إن بدوت حزينا
إن وجه المحب وجه حزين
آه ياشام كيف أشرح مابي
وأنا فيك دائما مسكون
إن أرض الجولان تشبه عينيك
فماء يجري ولوز وتين
مزقي يادمشق خارطة الذل
وقولي للدهر كن فيكون.
لم يتوقف الموسيقيون والمغنون العرب عن الغناء من شعر نزار قباني، وهم حتى اللحظة يتسابقون في إختيار قصائد له لغنائها.
فعلى مسافة قريبة نسبياً ظهرت تجارب لعدة أسماء جديدة، لعل أهمها الفنان العراقي كاظم الساهر الذي لحن من شعر القباني أكثر من خمسة عشر قصيدة لتغنى بصوته أو بصوت غيره، كان أولها قصيدة اختاري.
إني خيرتك فاختاري
ما بين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
لاتوجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار
كذلك غنت أصالة نصري من شعره ولحن حلمي بكر قصيدة إغضب.
إغضب كما تشاء
وإجرح أحاسيس كما تشاء
حطم أواني الزهر والمرايا
هدد بحب أمرأة سواي
فكل ما تفعله سواء
كل ما تقوله سواء
فانت كالأطفال ياحبيبي
نحبهم مهما لنا اساؤوا.
في الخليج العربي تناول خالد الشيخ برقة قصيدة شهيرة هي نهر الأحزان وصنع منها لحناً شفافاً مليئاً بالأحاسيس وصارت الأغنية عنواناً للعشق المحطم.
عيناك كنهري أحزان
نهري موسيقى حملاني
لوراء وراء الأزمان
أأقول أحبك ياقمري
آه لو كان بإمكاني
أأسافر دونك ليلكتي
يا ظل الله بأجفاني
يا صيفي الأخضر يا شمسي
يا أجمل أجمل ألواني
هل أرحل عنك وقصتنا
أحلى من عودة نيسان
فأنا لا أملك في الدنيا إلا عينيك وأحزاني.
مما لا شك فيه أن إحاطة تجربة الشاعر الكبير نزار قباني في مجال الغناء العربي عصية على مساحة صحفية محدودة فهنالك أسماء أخرى لحنت وغنت للشاعر منها، سعيد قطب إلهام مدفعي عبد الرزاق محمد ربى الجمال رزان وآخرين.
ولعل مساحات أخر ستلقي الضوء على مزيد من أثر الشاعر الكبير في تحقيق ذرى فنية خالدة سمعناها وما نزال إلى يومنا الحاضر.
http://www.middle-east-online.com/?id=92053