أسماء المنوّر غنّت مع كاظم الساهر - مطربة تذكّر بنجاح سلام
يمكن القول إن عشرات المغنيات العربيات كنَّ، ولا زلن، مرشحات لتأدية ديو غنائي مع الفنان كاظم الساهر. بين هذه وتلك تنزّه اسم الساهر خلال العقد الأخير، وأغلب تلك النزهات لم تتجاوز العناوين الاعلامية الرنّانة أو لم تغادر منطقة الأماني في رؤوس بعض المغنيات اللواتي رغبن باستمرار في أن ترتبط أسماؤهنّ باسمه هو الذي حافظ على مستوى بقي مرتفعاً ان لجهة نوعية النصوص او نوعية الألحان او نوعية الأداء، وحتى نوعية الكليبات منذ مطلع احترافه. المغنية اسماء المنور هي التي استقر الرأي عليها فكانت أغنية «المحكمة» التي يروي فيها زوجان او حبيبان مشكلتهما: الاهمال.
واذا كان صوت «الساهر» معروفاً لدى الجمهور بقوة، ويمكن تمييزه ببساطة مطلقة نظراً لخصائصه الأدائية، فإن صوت المنوّر كان مفاجئاً في إيحائه. للمرة الأولى بدا هذا الصوت حاملاً مميزات صوت الفنانة نجاح سلام. في أسلوبه الأدائي، وفي عناصر تكوينه، مع ان إنشاد المنوّر أغانيها الخاصة أو بعض الأغاني المعروفة لغيرها من الأصوات المخضرمة (كميادة الحناوي مثلاً) لم يظهر في السابق تلك القرابة الموضوعية مع صوت نجاح سلام. في أغنية «محكمة» القرابة ثابتة، وبالتفاصيل أحياناً...
ثمة انسجام حقيقي بين صوت كاظم الساهر وصوت أسماء المنوّر، في هذه الأغنية، وحتى الكليب الذي ظهرت فيه المنور بدينة» ، وحاولت تغطية البدانة بالملابس الفضفاضة أحياناً، فإنه عكس، هو أيضاً انسجاماً بينهما، على رغم اختلاف «الحجم».
إنّ عين الساهر كانت على ما يبدو ساهرة أولاً وأخيراً على إيصال رسالة عاطفية... اجتماعية ، والرسالة اذا «أُريدَ» لها الوصول ، ينبغي ان تخضع لشروط في الشكل والمضمون. ولعلّ سنّ أسماء المنور أضاف بُعداً في إقناع المشاهد التلفزيوني «بالمشكلة الاجتماعية» المقصودة. هذا بالإضافة الى المعالجة «الدرامية» للموقف بين الزوج و زوجته أو بين الحبيب وحبيبته عبر نصّ مؤثر (شابتْهُ عورات عدة في الوزن الشعري.. وهذا بات ظاهرة في أغاني الساهر باللغة الفصحى لغير الشاعر نزار قباني)، وعبر لحن أشبعه الساهر دقةً في التنوع النغمي المطلوب جيداً في هذه الحالات الشعرية – الموسيقية - الغنائية من أجل إعطاء المواقف المطروحة في مضمون الأغنية ما يناسبها من التعبير اللّحني...
غير ان المستغرب في هذا الكليب هو ان «عفوية» أسماء المنوّر في «التمثيل» الغنائي كانت أكبر من «عفوية» الساهر، لا بل يمكن القول ان الساهر تراجع في «امتحان التمثيل» في هذا الكليب المحتاج أصلاً إلى تمثيل ، كي يعبر الجسر إلى الجمهور، وتقدمت المنور عليه كـ «ممثلة».
وإذا كانت الكليبات الإفرادية التي يصوّرها الساهر لا تستدعي كثيراً من «التمثيل»، لأن المغني الذي يغنّي لحبيبته سواء كانت حاضرة أمامه أم غائبة (في الخيال) لا يلزمه جهد جدي لإقناع المشاهد - المستمع بتصرفاته وحركاته وانفعالاته أمامها، فبعض التلميحات والنظرات كافية أحياناً. أما في حالة كليب «محكمة»، فالأمر مختلف بشدّة، وقد أخفق الساهر في «وصف» حالته العاطفية من خلال وجهه، في حين نجح بل برعَ في وصف تلك الحالة من خلال صوته. وما دمنا نتحدث عن الكليب، أي عن الصوت والصورة، وعن « قضية» مطروحة فيه، فالتمثيل ولو في حدود معقولة مطلوب.
«محكمة» كاظم الساهر وأسماء المنور، برغم ذلك، هي جديد فني جميل. فازت أسماء بالوقوف الى جانب السَّاهِر في أغنية، وقد تصبح شريكة في حفلاته إذا رسخت هذه الأغنية في أذهان الناس كمادة بين اثنين.
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/118546
يمكن القول إن عشرات المغنيات العربيات كنَّ، ولا زلن، مرشحات لتأدية ديو غنائي مع الفنان كاظم الساهر. بين هذه وتلك تنزّه اسم الساهر خلال العقد الأخير، وأغلب تلك النزهات لم تتجاوز العناوين الاعلامية الرنّانة أو لم تغادر منطقة الأماني في رؤوس بعض المغنيات اللواتي رغبن باستمرار في أن ترتبط أسماؤهنّ باسمه هو الذي حافظ على مستوى بقي مرتفعاً ان لجهة نوعية النصوص او نوعية الألحان او نوعية الأداء، وحتى نوعية الكليبات منذ مطلع احترافه. المغنية اسماء المنور هي التي استقر الرأي عليها فكانت أغنية «المحكمة» التي يروي فيها زوجان او حبيبان مشكلتهما: الاهمال.
واذا كان صوت «الساهر» معروفاً لدى الجمهور بقوة، ويمكن تمييزه ببساطة مطلقة نظراً لخصائصه الأدائية، فإن صوت المنوّر كان مفاجئاً في إيحائه. للمرة الأولى بدا هذا الصوت حاملاً مميزات صوت الفنانة نجاح سلام. في أسلوبه الأدائي، وفي عناصر تكوينه، مع ان إنشاد المنوّر أغانيها الخاصة أو بعض الأغاني المعروفة لغيرها من الأصوات المخضرمة (كميادة الحناوي مثلاً) لم يظهر في السابق تلك القرابة الموضوعية مع صوت نجاح سلام. في أغنية «محكمة» القرابة ثابتة، وبالتفاصيل أحياناً...
ثمة انسجام حقيقي بين صوت كاظم الساهر وصوت أسماء المنوّر، في هذه الأغنية، وحتى الكليب الذي ظهرت فيه المنور بدينة» ، وحاولت تغطية البدانة بالملابس الفضفاضة أحياناً، فإنه عكس، هو أيضاً انسجاماً بينهما، على رغم اختلاف «الحجم».
إنّ عين الساهر كانت على ما يبدو ساهرة أولاً وأخيراً على إيصال رسالة عاطفية... اجتماعية ، والرسالة اذا «أُريدَ» لها الوصول ، ينبغي ان تخضع لشروط في الشكل والمضمون. ولعلّ سنّ أسماء المنور أضاف بُعداً في إقناع المشاهد التلفزيوني «بالمشكلة الاجتماعية» المقصودة. هذا بالإضافة الى المعالجة «الدرامية» للموقف بين الزوج و زوجته أو بين الحبيب وحبيبته عبر نصّ مؤثر (شابتْهُ عورات عدة في الوزن الشعري.. وهذا بات ظاهرة في أغاني الساهر باللغة الفصحى لغير الشاعر نزار قباني)، وعبر لحن أشبعه الساهر دقةً في التنوع النغمي المطلوب جيداً في هذه الحالات الشعرية – الموسيقية - الغنائية من أجل إعطاء المواقف المطروحة في مضمون الأغنية ما يناسبها من التعبير اللّحني...
غير ان المستغرب في هذا الكليب هو ان «عفوية» أسماء المنوّر في «التمثيل» الغنائي كانت أكبر من «عفوية» الساهر، لا بل يمكن القول ان الساهر تراجع في «امتحان التمثيل» في هذا الكليب المحتاج أصلاً إلى تمثيل ، كي يعبر الجسر إلى الجمهور، وتقدمت المنور عليه كـ «ممثلة».
وإذا كانت الكليبات الإفرادية التي يصوّرها الساهر لا تستدعي كثيراً من «التمثيل»، لأن المغني الذي يغنّي لحبيبته سواء كانت حاضرة أمامه أم غائبة (في الخيال) لا يلزمه جهد جدي لإقناع المشاهد - المستمع بتصرفاته وحركاته وانفعالاته أمامها، فبعض التلميحات والنظرات كافية أحياناً. أما في حالة كليب «محكمة»، فالأمر مختلف بشدّة، وقد أخفق الساهر في «وصف» حالته العاطفية من خلال وجهه، في حين نجح بل برعَ في وصف تلك الحالة من خلال صوته. وما دمنا نتحدث عن الكليب، أي عن الصوت والصورة، وعن « قضية» مطروحة فيه، فالتمثيل ولو في حدود معقولة مطلوب.
«محكمة» كاظم الساهر وأسماء المنور، برغم ذلك، هي جديد فني جميل. فازت أسماء بالوقوف الى جانب السَّاهِر في أغنية، وقد تصبح شريكة في حفلاته إذا رسخت هذه الأغنية في أذهان الناس كمادة بين اثنين.
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/118546